استخلاصات "معركة الدريهمي": وحدة القوات المشتركة ونهج الدعاية الحوثية

  • الحديدة، الساحل الغربي، خاص:
  • 09:26 2020/11/09

واحدة من أبرز اشتغالات المطابخ الحوثية باتجاه الساحل الغربي، كما تظهر بيانات رصد يتتبع سمات الأداء الإعلامي للمليشيات، تتمثل في تلفيق الروايات، وافتعال الأحداث الزائفة، وتأليف وقائع مزعومة جميعها تتوخّى الإيحاء بخلافات وتباينات تتخلّل مكونات القوات المشتركة.
 
أعطت استنتاجات الرصد وبيانات 30 يوماً من التتبُّع الحثيث؛ تزامناً مع متغير عسكري خلال وبعد معركة الدريهمي (مطلع أكتوبر) والتصعيد الواسع في مختلف القطاعات، صورة حول الاعتماد المبالغ فيه من قِبل المليشيات الحوثية على أساليب الدعاية الكاذبة باعتبارها جزءًا رئيساً من خطط التصعيد والاستهداف العسكري المتزامن.
 
وتخلص القراءة التحليلية إلى الربط بين الانتكاسات العسكرية التي تُمنى بها المليشيات من جهة والاعتماد المتزايد على الإشاعات وحياكة وبث الأخبار والروايات الزائفة من جهة أخرى، بينما يفيد التكرار لهذه النمطية من الأداء محاولة التغطية على الفشل والتعويض الدعائي باصطناع وقائع وملابسات تحوم حول مقولة "الانقسام" وإلصاقها بشركاء الجبهة، عندما يكون هؤلاء قد انتهوا للتو ومعاً من الإجهاز على التحرُّكات والخطط العسكرية للمليشيات وتدفيعها خسائرَ باهظةً.
 
 
ووفقاً لخبير أمني مطّلع، تعكس آلية الإشاعات والفبركات والأخبار الزائفة وتكرارها، بنفس المعنى والمعطى، شعوراً بالمرارة جراء هزيمة موازية وانتكاسة لأهداف وخطط المليشيات إلى استهداف رفقاء متاريس الجبهة الواحدة ومكونات القوات المشتركة، وإحباط محاولات اختراقات أمنية خلال الصفوف تحت الرصد والمراقبة والإحباط الصارم. الهزيمة المزدوجة، استخبارياً أمنياً وعسكريا، لا تبقي للمليشيات سوى خيار الاستعاضة بالإشاعات والاستعانة بمكاسب مزعومة واختلاق انقسامات وسيناريوهات درامية بدائية وتعوزها الشروط البسيطة والأولية لاحتراف هذا النوع من الدس والتزييف الدعائي.
 
خلال معركة الحديدة/ الدريهمي/ حيس، في مطلع أكتوبر، كثفت الآلة الدعائية والإعلامية الحوثية (وحالفها في هذه الطفرة حلفاء أو متطوعون سيئو الحظ والحيلة) من فبركة وضخ الإشاعات والوقائع المزيَّفة للإيحاء بانقسامات وحتى خيانات وصدامات ضمن المكون الواحد أو فيما بين مكونات الجبهة وشركاء المشتركة.
 
في الحقيقة فإنّ معركة الدريهمي، وعلى النقيض تماماً من المزاعم والدعايات المكثفة والزائفة، كانت أكثر معركة أنموذجية لجهة إثبات مدى وأهمية وفاعلية الانسجام والتكامل بين مكونات القوات المشتركة (عمالقة وتهامية ومقاومة وطنية)، وهو ما انعكس ميدانياً وعملياتياً في الاحتواء العسكري السريع والحاسم للتصعيد والتحشيد الكبير والنوعي للمليشيات والإجهاز على محاولات التقدم ومخطط الوصول إلى الخط الساحلي وقطع الإمدادات وفرض ما يشبه الحصار والعزل على القوات المشتركة داخل مدينة الحديدة.
 
 
ولأن الأمر سار على هذا النحو الحسن والاستفادة العملية في محك الامتحان والرهان، فإن الألم الكبير الناتج عن الخسائر الكبيرة يستجر حالة هذيان أطول ولم تتوقف آلة الكذب والتزييف الحوثية حتى ما بعد أكتوبر عن فذلكة وفبركة الشائعات والروايات المتهالكة وتكرار المزاعم ذاتها بطريقة أكثر بؤساً وانكشافاً من سابقاتها.
 
تدرك القيادة المشتركة في جبهة الساحل الغربي الأهمية القصوى لاستخلاصات معركة الدريهمي وجدارة القوات في البناء على أنموذج التكامل والتلاحم والانسجام، كما سطرته وحدات القوات المقاتلة في ساحة القتال ومساحات توزع الانتشار والمهام. 
 
كما تدرك مليشيا الذراع الإيرانية أن الشائعات والدعايات البائسة هي كل ما تبقى لها في ضوء مآلات المعركة وتبخُّر الأهداف العريضة التي توختها وراهنت عليها وحصدتها خسائرَ على المسارين الاستخباري والعسكري.
 
وفي الاستنتاج الأخير، تضاعف الوعي بأهمية وفاعلية توطيد وتوطين شراكة رفقاء القضية والسلاح والكفاح في القوات المشتركة وتحصينها قُدماً ضد كافة الاستهدافات والمكائد والمحاولات المسعورة إلى تسريب الفُرقة أو تذويقها.

ذات صلة