"المشتركة" على جبهتين: مكافحة الإرهاب الحوثي تحت تربة الساحل الغربي

  • الساحل الغربي، أيمن مجمِّل:
  • 10:00 2020/11/16

يفقد مدنيون حياتهم أو أجزاءَ وأعضاءَ من أجساهم ومقدرتهم على مواصلة الحياة بشكل طبيعي، وتفقد أسر أربابَها وعائليها، ويفقد المجتمع المحلي الكثير من الطاقات والأيادي العاملة والأعمال، وبالتوازي في مساري التأمين.
 
وبصدد الهدف الرئيس والمتمثل في تأمين حياة المدنيين والسكان، تتضاعف مجهودات القوات المشتركة وفرقها المتخصِّصة، في التعامل مع أدوات ومظاهر الإرهاب الحوثي؛ سواءً في جبهات التماس المباشر على الأرض، أو في باطن الأرض وما تحت التربة في المناطق الساحلية وحتى في الشواطئ ومياه البحر. 
 
ضحايا ومآسٍ
 
مؤخراً استُشهد مواطن واثنان من أطفاله، إثر انفجار لغم زرعته مليشيات الحوثي بالقرب من منازل قرية قضبة بمديرية الدريهمي. وبتر لغم أرضي، زرعته مليشيا الحوثي، ساقي شاب في العشرين من عمره، بمنطقة الخيمة في مديرية التحيتا. وقُتل طفل في الحادية عشرة من عمره وأصيب طفل في التاسعة، بانفجار لغم أرضي، في مناطق رعي بقرية الفلاح جنوب غرب مدينة التحيتا. وخلف صياد، من منطقة الحيمة الساحلية، فقد حياته بلغم حوثي، زوجته وأطفاله بلا عائل، وقُتل وأصيب عدد من سائقي الدراجات وأقارب لهم عبر الخطوط الداخلية والطويلة جراء ألغام أرضية وفردية بين مديريات حيس والخوخة والتحيتا.
 
 
المآسي لا تتوقف وسجلَّات الضحايا في اتساع، حيث قضى الصياد يحيى بكرة؛ من أبناء مديرية الدريهمي، في انفجار لغم بحري بينما قصد البحر للاصطياد، مخلفاً وراءه زوجة وخمسة أولاد كانوا ينتظرون عودته بالرزق والطعام والصيد. وبُترت قدم المواطن عثمان محمد عبدالله؛ من أبناء مدينة الصالح، شرق مدينة الحديدة، وهو أب لثلاث إناث، واستُشهدت إحدى بناته، وأصيبت أخرى، وفقدت أمه حاسة السمع؛ إثر انفجار لغم حوثي زرعته المليشيات في فناء منزله.
 
ألحقت ألغام الحوثيين إصابات وإعاقات مريرة بأعداد كبيرة من مواطني تهامة
ألحقت ألغام الحوثيين إصابات وإعاقات مريرة بأعداد كبيرة من مواطني تهامة
 
وكان قد أدان المتحدث الرسمي باسم المقاومة الوطنية، عضو القيادة المشتركة بالساحل الغربي العميد صادق دويد، جريمة حوثية جديدة، بواسطة لغم أرضي أودى بحياة طفلين ووالدهما، جنوبي مدينة الحديدة. ودعا العميد دويد، إلى تبني المجتمع الدولي مشروعاً لإزالة ألغام المليشيا الموالية لإيران. وقال دويد: "ليس انفجار لغم بأب وطفليه اليوم على دراجتهم النارية في الدريهمي الجريمة الحوثية الأولى ولن تكون الأخيرة في سجل جرائم مليشيا الحوثي ضد الإنسانية". وأضاف: "جرائم الحوثيين ضد المدنيين وألغامهم المزروعة في كل مكان تحتاج إلى إدانة دولية ومشروع دولي جاد لإزالتها".
 
مكافحة الإرهاب الحوثي تحت التربة
 
تشكِّل الألغام والعبوات الناسفة والرؤوس المتفجِّرة مختلفة الأحجام والأشكال والتقنيات، التي زرعتها وتقوم بزراعتها ونشرها مليشيات الحوثي الإرهابية، جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية آنية يومية وطويلة المدى. 
 
تتزايد أعداد الضحايا من الأطفال والنساء والشباب وكبار السن، وتحصد المتفجرات والألغام أرواح المدنيين، وتخلف إصابات وإعاقات مُزمنة، وتحرم الكثير من الأسر من عائليها ومصادر معيشتهم في أعمال الصيد والرعي والزراعة والنقل والأعمال البسيطة الجانبية المرتبطة بها، بينما يفقد أطفال حقهم في الحياة الطبيعية ويصحبون إعاقات بليغة ومؤثرة.
 
قُتل وأصيب عدد من سائقي الدراجات وأقارب لهم عبر الخطوط الداخلية
قُتل وأصيب عدد من سائقي الدراجات وأقارب لهم عبر الخطوط الداخلية
 
تواصل القوات المشتركة في الساحل الغربي تأمين المناطق المحررة وحياة الناس والسكان وأعمالهم ومصالحهم ومحاصرة وضرب وإحباط الهجمات والاعتداءات ومحاولات التسلل التي تنفّذها مليشيات الحوثي دون توقُّف، بينما تسابق الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة الوقت وتضاعف جهودها المكثَّفة، لتطهير مناطق الساحل الغربي من الألغام والعبوات الناسفة والرؤوس المتفجرة التي زرعتها مليشيات الحوثي، وإتلافها في أماكن خالية من السكان، في وقت تشهد أعداد الضحايا من المدنيين تزايداً لافتاً جراء الألغام والعبوات والمقذوفات في مناطق مختلفة بالساحل الغربي وأرياف مديريات الحديدة الجنوبية.
 
تطهير قرى وطرقات
 
تَمكّن فريق هندسي تابع للقوات المشتركة، الثلاثاء 22 سبتمبر، من تفكيك شبكة ألغام وعبوات ناسفة وصواعق متفجرة من مُخلّفات الحوثي في قرية الحمينية بمديرية حيس جنوبي الحديدة. 
 
وقال مصدر بالفرق الهندسية للقوات المشتركة: إن الفرق فككت 20 لغماً أرضياً و6 ألغام فردية، وأحبطت مفعول 13 عبوة ناسفة مزوَّدة بكاميرات حرارية، بالإضافة إلى نزع صواعق متفجِّرة نوع "TNT" في قرية الحمينية. 
 
 
الفريق الهندسي قام بعملية مسحٍ واسعة، تكللت بتطهر مناطق شاسعة من مخلَّفات ما زرعته مليشيات الحوثي في القرية. وجاءت عمليات المسح والتطهير ليتمكن المواطنون، الذين شردتهم المليشات الحوثية وأجبرتهم على النزوح قبل دحرها، من العودة إلى منازلهم وممارسة حياتهم في تلك المناطق، وفقاً للمصدر ذاته. 
 
رؤوس صاروخية في منازل
 
وفي حيس، أيضاً، وقبلها بأيام قلائل، فككت الفِرَق الهندسية التابعة للقوات القوات المشتركة شبكات من الألغام والعبوات الناسفة المتفجرات التي زرعتها المليشيات الحوثية غرب مدينة حيس، في أثناء عملية مسح ميداني قامت بها الفِرَق الهندسية للقرى الواقعة غرب مركز المديرية. 
 
وأوضح مصدر في الفريق الهندسي، أن عملية المسح والتطهير قام بها الفريق الهندسي التابع للوائين: السابع والحادي عشر عمالقة، وتم تطهير قرى وأودية كانت تتمركز فيها المليشيات الحوثية في وقت سابق قبل دحرها وتحرير مدينة حيس.
 
تفننت مليشيات الحوثي في تمويه الموت وأدوات القتل
تفننت مليشيات الحوثي في تمويه الموت وأدوات القتل
 
وأكد المصدر الهندسي، أن الفريق الهندسي فكك وانتزع شبكات واسعة من الألغام والعبوات الناسفة المتفجرة، من بينها رؤوس صاروخية اكتُشفت في منازل الأهالي الذين هجّرتهم المليشيات منها قسرًا، وكذلك في الطرق الفرعية.
 
تأمين طرقات
 
وفككت الفرق الهندسية للقوات المشتركة، حقل ألغام زرعته مليشيات الحوثي، في الطرقات الفرعية غرب مدينة حيس. وعثرت الفرق الهندسية للقوات المشتركة على حقل ألغام مضادة للدروع وعبوات ناسفة، كانت قد زرعتها مليشيات الحوثي عندما حاولت التسلل إلى الخط الرابط بين الخوخة وحيس والخطوط الفرعية في القرى المجاورة غرب المديرية. وفككت الفرق الهندسية حقل الألغام والعبوات الناسفة بعد عملية تمشيط قامت بها في المنطقة.
 
وتواصل المليشيات إرسال زارعي العبوات والألغام إلى الطرقات الرئيسية والوحيدة السالكة والحيوية والتي تربط المديريات، حيس والتحيتا والخوخة، بينما أحبطت القوات المشتركة والفرق الهندسية التابعة لها عمليات مشابهة وفككت وأبطلت ألغاماً وعبوات، فيما تسببت أخرى في إيقاع ضحايا ومصابين من المدنيين.
 
باب المندب- ذو باب
 
ونزعت الفِرَق الهندسية للقوات المشتركة 10 ألغام حوثية مضادة للدروع، بخط مشروع المياه؛ الذي يمتد من جبل العمري إلى باب المندب في مديرية ذو باب بالساحل الغربي، في إطار البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام، وضمن عملية مسح ميداني لتطهير خط مشروع مياه باب المندب.
 
جاء ذلك بعد يوم واحد من نزع ثلاثة ألغام حوثية مضادة للدروع بالقرب من مدارس العُمري في مديرية ذو باب بالساحل الغربي. 
 
ندوب الإرهاب الحوثي وضحاياه حيثما توجهت في تهامة
ندوب الإرهاب الحوثي وضحاياه حيثما توجهت في تهامة
 
وقال مصدر عامل، إن فريق الطوارئ، التابع للبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام، قام بعملية مسح ميداني وتمكن من تفكيك ثلاثة ألغام مختلفة الأشكال والأحجام من مخلفات المليشيات الحوثية التي زرعتها قبل دحرها من تلك المناطق.
 
الحديدة - المخا
 
خلال ذلك فكك فريق هندسي ونزع عشرات الألغام المضادة للدروع، في حي المسنا المكتظ بالسكان شرق مدينة. ويعد حي المسنا –أحد أكبر حقول الألغام الحوثية في الحديدة– أكثر الأحياء السكنية في عدد الضحايا المدنيين؛ الذين سقطوا بفعل الألغام في الحي، وفي مزارعهم وفي الطرقات العامة. وتمكنت الفِرَق الهندسية التابعة للقوات في أوقات سابقة من نزع وتفكيك آلاف الألغام مختلفة الأحجام، مضادة للدروع وفردية من نواحي الحي نفسه.
 
وفي منتصف سبتمبر تمكن فريق هندسي بالقوات المشتركة من تفكيك ألغام من مخلفات ما زرعتها مليشيات الحوثي في منطقة الزُهاري، التابعة لمديرية المخا بالساحل الغربي. وأوضح مصدر في القوات المشتركة أنهم تلقوا بلاغًا من الأهالي، يفيد بالعثور على ثلاثة ألغام مضادة للدروع في منطقة الهاملي، شرق الزُهاري، ليتوجّه الفريق الهندسي من اللواء 11 عمالقة إلى المكان لنزع تلك الألغام. وقام الفريق الهندسي بعملية مسح شامل للمنطقة بعد تأمينها، وتمكن الفريق من نزع الألغام ونقلها إلى مكان آمن.
 
 
سيول الأمطار بدورها كشفت وجرفت حقول ألغام حوثية في مناطق مختلفة آخرها بمديرية الدريهمي في مزرعة مواطن نزعت منها عشرات الألغام، وتعاقبت السيول على جرف وكشف مساحات واسعة زرعتها مليشيات الإرهاب الحوثي بالألغام مختلفة الأحجام.
 
أواخر أغسطس فكَّكت وحدة الهندسة التابعة للقوات المشتركة حقل ألغام حوثية في مزرعة مواطن بمديرية الدريهمي، وأبلغ المواطن من أهالي منطقة القضبة جنوب غرب مديرية الدريهمي، أقرب موقع عسكري عن ظهور لغمين في مزرعته جرفتهما السيول ليتوجه فريق هندسي لمسح المزرعة ويكشف حقل ألغام مضادة للدروع زرعته المليشيات قبل اندحارها. وتم نزع وتفكيك 65 لغماً في المرحلة الأولى مع استمرارية عملية المسح والتفكيك، وسبق للفرق الهندسية أن اكتشفت وفكَّكت حقولاً مماثلة في محيط ذات المنطقة ضمن جهود المسح المتواصلة لتأمين حياة المواطنين.
 
جاء ذلك غداة  تمكن الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة من تفكيك حقل ألغام في منطقة الهاملي بمديرية موزع.
 
وفي أغسطس، أيضاً، تمكّن فريق هندسي تابع للقوات المشتركة من تفكيك تسع قذائف مدفعية، إيرانية الصُّنع ولَغم أرضي من مخلَّفات ما زرعته مليشيات الحوثي في منطقة يختُل شمالي المخا بالساحل الغربي. وأفاد مصدر في الفريق الهندسي، بتلقّى بلاغ من المواطنِينَ يفيد بوجود قذائف مدفعية مربوطة بلَغم أرضي، وتوجه على الفور إلى المنطقة وقام بتأمينها وباشر نَزع وتفكيك القذائف واللغم، ونقلها إلى مكان آمن؛ استعدادًا لإتلافها.
 
في منتصف يوليو الماضي فككت فرق القوات المشتركة الهندسية في الساحل الغربي، حقل ألغام زرعته مليشيات الحوثي شرق مدينة الحديدة. وقامت الفرق بعمليات مسح واسعة للمناطق الواقعة بين مطاحن البحر الأحمر ومعسكر الدفاع الجوي، ونزعت عشرات الألغام المضادة للدروع والفردية، وأخرجت عشرات الألغام المدفونة تحت التراب بعد فصل صواعق التفجير.
 
من جانبه، وكشريك في عمليات التأمين وتفكيك حقول الموت الحوثية، نفَّذ مشروع مسام في الساحل الغربي عمليات إتلاف وتفجير لآلاف الألغام والذخائر غير المتفجرة.
 
المسنا ومنظر
 
أمَّنت الفرق الهندسية حقولاً واسعة في المناطق المحررة داخل مدينة الحديدة، خصوصاً في حيي منظر والمسنا وفي المطاحن ومحيطها ومحيط مجمع إخوان ثابت الصناعي والتجاري. علاوةً على مساحات شاسعة وكبيرة في مديريات الساحل الغربي وجنوبي محافظة الحديدة طهرتها الفرق الهندسية خلال فترات متتابعة وانضم برنامج "مسام" إلى الجهود في الصدد. 
 
جيل بأكمله ينشأ معاقا في تهامة
جيل بأكمله ينشأ معاقا في تهامة
 
ويعتبر حي منظر، وقرى الحي السكني، من أكثر المناطق السكنية تضرراً بالألغام والعبوات علاوة على القصف والاستهداف الحوثي المتواصل، ما تسبب في نزوح عشرات الأسر تحت القصف والاستهداف والقنص. 
 
إضافة إلى منظر يأتي حي المسنا السكني بمدينة الحديدة في المرتبة الثانية من حيث الاستهداف العشوائي والقصف الهمجي والدمار الذي لحق بالمساكن ونزوح الأسر، إضافة إلى الألغام والعبوات المميتة.
 
في طريق البعثة الأمميَّة
 
كانت حقول الألغام الحوثية في صدارة الإعاقات التي اعترضت نشر المراقبين ونصب نقاط مراقبة وقف إطلاق النار في أكتوبر الماضي، وفكَّك خبراء المتفجرات ألغام المليشيات لتوفير مساحة نصب ونشر نقطة المراقبة الرابعة وسط حقل بأكثر من ألفين وخمسمائة لغم في حي منظر. 
 
المتفجرات في طريق مرور الفريق الأممي ورئيس البعثة الجنرال الهندي جوها أعاقت ومنعت العبور إلى حي منظر قريباً من ساحة العروض، ما اضطره إلى أخذ دروب شائكة للوصول إلى الموقع متأخراً ثلاث ساعات عن الموعد. 
 
وفقاً لمتحدث "أكثر من 2500 لغم أرضي زرعتها مليشيات الحوثي بالقرب من المكان المحدَّد للانتشار، الأمر الذي استدعى حضور خبراء المتفجرات لتصفية جزء من المساحة ليتم الانتشار فيها".

ذات صلة