تصاعد القمع الحوثي.. من مصورٍ في إب إلى أسرةٍ خُطفت في طريق العرس

  • إب، الساحل الغربي:
  • 11:14 2025/10/11

تواصل مليشيا الحوثي تصعيد حملات القمع والاختطاف بحق المدنيين في مناطق سيطرتها، في مشهدٍ يكرّس واقعاً بوليسياً خانقاً حوّل الفرح إلى مأساة، والمهنة إلى تهمة.
 
ففي محافظة إب، لا يزال المصور الشاب جهاد الحميدي رهن الاختطاف منذ مطلع سبتمبر، بعد أن احتجزته المليشيا أثناء عمله بطائرة تصوير "درون" خلال تغطيته فعاليات اجتماعية وسياحية.. وبررت المليشيا احتجازه بـ"التصوير دون تصريح" — رغم أنها تمنع أساساً منح أي تراخيص، ما يجعل من المهنة ذاتها سبباً كافياً للاحتجاز التعسفي.
 
الحميدي، المنحدر من مديرية العدين، يُعد من أبرز المصورين الذين وثقوا الطبيعة والمعالم السياحية في إب، قبل أن يتحول نشاطه الإبداعي إلى تهمةٍ أمنية تُخفي خلفها عقلية الرعب التي تفرضها المليشيا على المجال الإعلامي والثقافي.
 
وفي حادثة أخرى لا تقل قسوة، اختطفت المليشيا في 30 يوليو 2025 ثلاثة من أسرة واحدة —العريس إبراهيم صلاح الفخري ووالده وعمّه— أثناء مرورهم بنقطة تفتيش "يسلح" جنوب صنعاء، وهم في طريق عودتهم إلى إب بعد أيام قليلة من زفاف إبراهيم.
وأُعيدت العروس إلى صنعاء وحيدة، بعد أن تحولت رحلتها من موكب عرسٍ إلى مأساةٍ إنسانية، فيما لا تزال الأسرة تجهل مكان احتجاز ذويها منذ ذلك اليوم.
 
هذه الحوادث تمثل جزءاً من تصعيد ممنهج لحملات الاختطاف التي تنفذها جماعة الحوثي، والتي طالت خلال الأشهر الأخيرة مئات المدنيين في محافظات عدة، وكانت إب في صدارة المحافظات الأكثر تضرراً.
 
ويرى ناشطون أن هذه الانتهاكات تعكس سياسة ترهيب وتطويع ممنهجة تستهدف الصحفيين والموظفين والناشطين وكل من يحتفظ بمساحة من الاستقلالية، في محاولةٍ لإخماد أي صوت حر أو نشاط مدني خارج سيطرة الجماعة.
 
وهكذا، بين مصورٍ خُطف بسبب عدسته، وعائلةٍ اختُطفت في طريق الفرح، يتجلى وجه القمع الحوثي الذي لا يفرّق بين مهنةٍ شريفةٍ وعرسٍ بريء — قمعٌ يختزل واقعاً من القهر، ويعمّق مأساة الإنسان اليمني في مناطق سيطرة المليشيا.

ذات صلة