نقل سري للمختطفين.. ما الهدف الحقيقي من خطوة الحوثيين الغامضة؟ ثلاثة سيناريوهات محتملة
- قبل 13 ساعة و 32 دقيقة
في حادث أعاد إلى الواجهة المخاوف بشأن أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، اشتعلت النيران في ناقلة غاز البترول المسال "إم.في فالكون" التي ترفع علم الكاميرون، إثر انفجار ضخم وقع صباح السبت 18 أكتوبر أثناء إبحارها قبالة السواحل اليمنية، في وقتٍ لا تزال فيه أسباب الحادث غامضة.
وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي البحرية (EUNAVFOR ASPIDES) في بيان، إن الانفجار وقع عند الساعة 07:00 بتوقيت غرينتش بينما كانت الناقلة محمّلة بالكامل بغاز البترول المسال في طريقها من ميناء صحار العُماني إلى جيبوتي، على بُعد نحو 113 ميلاً بحرياً جنوب شرقي ميناء عدن.
وأجبر الانفجار طاقم السفينة المكوّن من 26 فرداً على إخلائها، فيما تمكنت سفينتان تجاريتان كانتا بالقرب من الموقع من إنقاذ 24 بحاراً نُقلوا لاحقاً إلى ميناء جيبوتي على متن السفينة التجارية "إم.في فيدا"، ترافقها فرقاطة يونانية تابعة لبعثة "أسبيدس"، بينما لا يزال اثنان من الطاقم في عداد المفقودين.
وأكدت مصادر أمنية بحرية أن الحريق لا يزال مستعراً، مشيرة إلى أن النيران أتت على نحو 15% من جسم السفينة، فيما تواصل سفن إطفاء وشركة متخصصة جهود الإنقاذ للسيطرة على النيران ومنع تسرب الغاز القابل للاشتعال.
وأصدرت بعثة "أسبيدس" تحذيراً لجميع السفن العابرة بضرورة الابتعاد لمسافات آمنة، خشية وقوع انفجارات جديدة.
ورغم توجيه أصابع الاتهام نحو مليشيا الحوثي التي كثفت هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر منذ عام 2023، نفت الجماعة عبر وكالة الأنباء التابعة لها أي علاقة بالحادث.
وأكدت مصادر بحرية وشركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري أنه لم تُرصد أي صواريخ أو طائرات مسيّرة في المنطقة، وأن المؤشرات الأولية ترجّح أن الانفجار ناجم عن خلل في الحمولة وليس عملاً عدائياً.
ويأتي الحادث بعد أيام فقط من دخول اتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ في 9 أكتوبر 2025، والذي كان من شأنه إعادة الهدوء النسبي إلى الممرات البحرية في المنطقة.. لكن انفجار "فالكون" أعاد القلق الدولي من إمكانية تجدد أعمال الفوضى البحرية التي هددت خطوط التجارة العالمية خلال العامين الماضيين.
وفي بيان منفصل، أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي البحرية "أسبيدس" أنها أكملت 20 شهراً من عملياتها لتأمين البحر الأحمر وخليج عدن، موضحة أنها وفّرت الحماية لأكثر من 1,230 سفينة تجارية منذ انطلاق مهمتها في مطلع عام 2024.
وأكدت البعثة التزامها بمواصلة عملياتها لحماية الممرات البحرية الحيوية، وضمان حرية الملاحة الدولية في ظل تصاعد التهديدات.
ويرى متابعون أن حادث "فالكون" يسلّط الضوء على هشاشة الأمن البحري في منطقة تُعد شرياناً استراتيجياً للتجارة العالمية، في ظل استمرار التوترات الإقليمية ودور المليشيا الموالية لإيران في زعزعة الاستقرار خدمةً لأجندات خارجية.
وبينما تتواصل عمليات الإطفاء والتحقيق، يبقى الانفجار لغزاً مفتوحاً، وتبقى "إم.في فالكون" شاهداً على هشاشة الأمن البحري في أحد أخطر الممرات الملاحية في العالم.