"الزرنوقي" زارع سمسم تهامي وسط "حقل ألغام"

  • الحديدة، الساحل الغربي، أنور الشريف:
  • 09:40 2020/11/27

يعتبر حي المسنى بمدينة الحديدة من أكثر الأحياء والمناطق تضررا بألغام وعبوات زرعتها المليشيات الحوثية، غير أن الزرنوقي زارع السمسم التهامي يتحدى القصف ويزرع السمسم في وسط ومحيط هو حقل ألغام حقيقي.

داخل مزرعته في حي المسنى قرب كيلو 16 شرق الحديدة، يحرص محمد الزرنوقي على فلاحتها والاهتمام بالمحاصيل النقدية التي يزرعها، رغم أجواء الرعب التي يحيطها أصوات الانفجارات ودوي القذائف الحوثية.
 
يبدأ ذلك الرجل، الذي يقارب عمره الأربعين، عمله عند السادسة صباحاً وحتى العاشرة قرب ساعة الأصيل، لزراعة السمسم، المحصول النقدي الوفير الذي يتم زراعته في تهامة
 خلال فصل الشتاء.
 
يقول الزرنوقي، لـ(الساحل الغربي)، إن السمسم له أهمية كبيرة عندما يجد العناية من حيث التسميد ومده بالمياه، وفي هذه الأيام بدأت الشجيرات الصغيرة بالتزهير، ما يبشر بموسم وفير من محصول هذه النبتة التي تستغرق زراعتها ستة أشهر.
 
إرادة الحياة تتجسد في حالة محمد الزرنوقي أقوى من قذائف الموت
إرادة الحياة تتجسد في حالة محمد الزرنوقي أقوى من قذائف الموت
 
لكن الزرنوقي، الذي كانت علامات القلق بادية عليه، يفكر في إيجاد طريقة تمكنه من إخراج محصوله إلى الأسواق وتصديره إلى مدن أخرى، إذ صعبت حرب الحوثيين من إمكانية التنقل مع إرغامه على اختيار طرق بديلة تعد الأطول والأبعد، ما يكلف المزارعين مبالغ مالية إضافية لقاء  النقل والتوصيل.
 
وقوع المزرعة التي تشتهر بزراعة أجود أنواع السمسم، أو ما يسمى محلياً بالجلجل، في قلب تلك المناطق المعرضة دوماً لقذائف الحوثي يشكل خطراً على مُلاكها أثناء ترددهم عليها، لكنه في الواقع يمثل علامة تحدٍ لأجواء الحرب التي فرضتها المليشيات المرتبطة بإيران.
 
مزرعة السمسم تمثل علامة تحدٍ لأجواء الحرب التي فرضتها المليشيات
مزرعة السمسم تمثل علامة تحدٍ لأجواء الحرب التي فرضتها المليشيات
 
يضيف، إن الزراعة في هذا العام كلفته مبالغ كبيرة جراء شراء المشتقات النفطية، ويخشى تعرضه لخسارة إضافية لقاء أجور النقل الباهظة.
 
غير أن تلك المخاوف لم تكن سبباً للتوقف عما يقوم به، إنها مهنته، ومهنتة آبائه وأجداده وقد ألف على ذلك العمل بسبب شغفه وعشقه للزراعة، فضلاً عن أنها مصدر دخله الوحيد ولا يملك حرفة أخرى للقيام بها.

ذات صلة