"الصهيبي" في "الجزيرة".. مزوِّر شهير في منصة شهود الزور

  • الساحل الغربي، أمين الوائلي:
  • 07:42 2020/12/12

أحد المتحدثين بصفة "قائد عسكري" في فيلم قناة الجزيرة الفضائية القطرية (المرتقب) لمعده ومقدمه اليمني جمال المليكي، هو برهان الصهيبي، فمن هو هذا الصهيبي؟
 
لمن يعرف أو لا يعرف؛ يكفي الاستشهاد -مثلاً- بأهم مؤهلاته وخبراته المهنية في ملف السيفي أو السيرة الشخصية: مدان بالتزوير وقضى أعواماً في السجن بحكم قضائي.
 
جريمة التزوير تغدو صفة ملازمة للصهيبي، كما سنرى، مثلما أنها لزيمة المحطة والبرنامج وصاحبه الذي امتطى ظهر المهنية على سبيل الصهيبي؛ وأعاد التقاطه من هامش النبذ المحلي والمجتمعي في ريف تعز وتقديمه بصفة مزورة (كبيرة) كقائد عسكري (...).
 
 
يعتمد المليكي، في فيلمين أو ثلاثة مع هذا المنظور والأخير، على (السقط)، سواءً من الحوثة أو أضرابهم ونظرائهم، في بناء النظريات وحبك الدراما التلفيقية لا التوثيقية؛ فأي وثائق يمكنها أن تكون أكثر صراحة من الشهادات الحية وأدل من منصة الشهود؟
 
حسبك أن "متحرياً" دعياً لم يجد في وجوه الناس وملايين اليمنيين متحدثاً يظهر معه ويلتقطه لترديد ما يُملى أمام كاميرا تسورت وتسولت السهل والساحل والجبل فلم تجد من يظهر لها أو عبرها وجهه إلا الحوثيين والصهيبي وثالثاً في الخارج. 
 
 
مهنية التزييف والتزوير تسري من الحال والقال إلى التحامل والاستقصاد الغبي وراء عناوين وأسماء تحرت دائماً الرئيس، ثم الرئيس السابق صالح، ثم أبناء وأقارب صالح، وكأن هذه النوعية الصفيقة من المتحرين لا ترى حتى تحت أقدامها ولا ترى إلا ما يُرى لها، وإلا هل عدِمت ما تشتغل عليه في اليمن... كل هذا اليمن وكل هذا الذي دار ويدور ويدار في يمن العشر العجاف منذ نفخ شيطان الفتنة في هشيم بلاد وشوارع العرب؟
 
 
بالعودة إلى الصهيبي أو شاهد المليكي، أضاف الاثنان واقعة تزوير حيّة وعلى الهواء وتطال هيبة وحرمة وسمعة المؤسسة العسكرية والجيش اليمني بخلع رتبة وصفة "قائد عسكري"، وهي تسمية جعلت الذين يعرفون الرجل عن قرب ودراية، من أبناء الحجرية وبصفة أخص وأضيق أهالي "النشمة" وخصوصاً أبناء "الجبزية"، يسخرون ويضحكون ويشتمون الهراء بكل وسعهم، وحتى قبل أن يعرف ويسمع الناس ما يقوله المزور في المتحري أو المزور أيضاً.
 
سُجن الصهيبي أعواماً بقضية جنائية وجريمة تزوير على إحدى الشركات. لكن سيرة التزوير ترافق الصهيبي الذي حاول خداع القائد العميد عدنان الحمادي، رحمه الله، والالتحاق باللواء 35 مدرع، أول ألوية ونواة الجيش الوطني، بعد معارك وكفاح المقاومة ضد المليشيات الحوثية، ادعى الصهيبي أنه يحمل رتبة عقيد في الجيش طالباً الالتحاق باللواء بصفته ورتبته، عندما استقصى وتحرى العميد الحمادي في وزارة الدفاع وكشوف الجيش لم يُعثر للصهيبي لا على اسم ولا أثر.. ولا حتى جندي في الجيش. 
 
 
هذه القصة شهيرة جداً ومعروفة في اللواء وفي الحجرية. نهر الحمادي الصهيبي لكذبه وتدليسه ومحاولته تضليل القائد في أمر وشأن عسكري يتقرر عليه مصير دماء ورفاق وجبهات ومعركة، ثم صرفه، ليتحول هذا إلى حالة ومرحلة جديدة من التزوير والفتنة والتزييف والإيغار ضد الحمادي في المنطقة حد الإسفاف والفجور.
 
ثمة من التقط هذا الصهيبي واستخدمه مؤقتاً لمهام لصيقة بهذه المهمة والصفة الساقطة، ورمى به. 
 
لكن جاءت مناسبة لاستخدامه أيضاً في مهمة المليكي والمحطة المالكة.
 
ولا عجب، فشَبَه الشيء منجذب إليه.

ذات صلة