معهد واشنطن- ضربة إيرانية قد تكون أزمة "الساعة الأولى" في رئاسة بايدن (سيناريو وتوصيات)

  • الساحل الغربي، إعداد/ فهد ياسين:
  • 01:53 2021/01/19

بحسب دراسة حديثة نشرها موقع معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، قد تواجه الإدارة الأمريكية الجديدة ضربة عسكرية إيرانية بحدود يوم التنصيب للرئيس المنتخب جو بايدن، بالإضافة إلى تهديدات متعددة من نظام الأسد و«حزب الله» والجهات الفاعلة الأخرى في المرحلة القادمة، وجميعها تتطلب إظهاراً واضحاً للعزيمة الأمريكية.
 
يمهد كل من: مايكل آيزنشتات- هو زميل أقدم ومدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن. و
كريستين ماكفان- "القوات الجوية الأمريكية"و هي زميلة عسكرية في معهد واشنطن في الفترة 2020-2021.، لتحليلهما، بالقول:
 
إذا كان الماضي أي مقدّمة، فمن المرجح أن تواجه الإدارة الأمريكية المقبلة للرئيس جو بايدن تحديات مبكرة في الشرق الأوسط، سواء من الخصوم الذين يحاولون قياس عزمها عمداً، أو من خلال حدث يختبر القيادة الأمريكية وقد يحصل صدفة، أو الأمرين معاً. وحتى بدون الجهود المقصودة لتحدي الرئيس الأمريكي الجديد، تضْمِن الطبيعة المتغيرة للمشهد الإقليمي لما بعد "الربيع العربي" أنه سيتعين على المسؤولين الجدد التعامل مع التوترات الكبيرة والخلافات والتحديات الدبلوماسية المعقدة التي تشمل كل من الأصدقاء والأعداء.
 
وفي حيز تال خصصه المؤلفان لما يسميانها السوابق التاريخية، يعرض نماذج واستشهادات في حالات سابقة مع رؤوساء أمريكيين، قبل أن ينتقلا مباشرة إلى الجزء الأهم في التقرير:
 
الاختبارات المحتملة من إيران
 
قد يكون التحدي الأكثر صعوبة هو وقوع هجوم إيراني في الساعات الأخيرة لإدارة ترامب في 20 كانون الثاني/يناير، للانتقام لمقتل الجنرال قاسم سليماني قبل عام، وتكرار سيناريو "إطلاق سراح رهائن السفارة الأمريكية في يوم التنصيب" الذي حصل في عام 1981. فقد تحسب طهران أن إدارة ترامب لن يكون لديها متسع من الوقت لإطلاق رد كبير قبل ترك أعضائها مناصبهم، في حين قد لا تميل إدارة بايدن إلى القيام بذلك فور تسلّمها المسؤولية. وقد يفترض القادة الإيرانيون أيضاً أن من شأن الهجوم أن يخلق نفوذاً على الإدارة الأمريكية الجديدة.
 
 
وحتى لو تجنبت طهران مثل هذا الهجوم، فمن المرجح أن تستخدم وسائل غير حركية مختلفة للضغط على إدارة بايدن للانضمام إلى «خطة العمل الشاملة المشتركة» دون تقديم تنازلات خاصة بها. ففي وقت سابق من هذا الشهر، على سبيل المثال، انتهكت الحدود القصوى لـ «الخطة» من خلال استئنافها التخصيب لليورانيوم بنسبة 20٪، ثم احتجزت ناقلة ترفع علم كوريا الجنوبية، والتي يبدو أنها تأمل في مبادلة 7 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المحفوظة في حساب الضمان في سيؤول.
 
بالإضافة إلى ذلك، قد يحاول النظام الإيراني عدداً من الإجراءات الأخرى:
 
• منع دخول المفتشين النوويين من "الوكالة الدولية للطاقة الذرية"
 
• تشجيع الوكلاء على تصعيد الهجمات على المصالح الأمريكية في العراق باستخدام الصواريخ والعبوات الناسفة
 
• حث المتمردين الحوثيين في اليمن على تكثيف الهجمات على السعودية أو شن ضربات على إسرائيل
 
• تسريع جهود تحويل ناقلات النفط الأجنبية في الخليج العربي
 
• استئناف مضايقته لسفن البحرية الأمريكية
 
 
• اختبار صاروخ باليستي إلى مدى يتجاوز الحد الأقصى المزعوم حالياً البالغ 2000 كيلومتر، الأمر الذي يشير إلى رفضه أي قيود على برنامجه للصواريخ
 
• محاولة شن هجوم إلكتروني مدمر ضد القطاع المالي الأمريكي أو البنية التحتية الحيوية الأمريكية
 
• مهاجمة أراضي أو مصالح إسرائيلية انتقاماً لدور إسرائيل المفترض في حادثين وقعا العام الماضي، وهما: تخريب معمل تجميع أجهزة الطرد المركزي في "نطنز" ("ناتانز") ومقتل العالم النووي محسن فخري زاده. وقد تؤدي الهجمات الإيرانية من هذا القبيل إلى تصعيد يتطلب دبلوماسية أمريكية لحل الأزمة.
 
التوصيات:
 
إن رد إدارة بايدن على وقوع هجوم في يوم التنصيب سوف يمليه نطاق وطبيعة وضحايا ذلك الهجوم. وعلى الرغم من أن الرد المتسرع غير مرغوب فيه - من الأفضل القيام بذلك بشكل صحيح وليس بصورة متسرعة - فمن المحتمل أن يؤدي التخلف عن الرد إلى مزيد من التحديات، ويشدد موقف طهران التفاوضي، ويضعف الدعم المحلي للانضمام إلى «خطة العمل الشاملة المشتركة». وفي المقابل، من شأن الرد الحازم أن يعزز مصداقية الإدارة الأمريكية الجديدة، ويزيد من نفوذ الولايات المتحدة في المفاوضات، ويساعد في ردع إيران عن محاولة حيازة الأسلحة النووية في عهد الرئيس بايدن إذا لم تثمر المفاوضات [عن نتيجة مُرضية].
 
 
على الرغم من أن تأكيد إدارة بايدن من جديد على استعدادها لإجراء مفاوضات من شأنه أن يمنحها امتيازاً، إلّا أن على المسؤولين الأمريكيين أن يتجنبوا الإعراب عن الشعور بالحاجة الملحة إلى العودة للانضمام إلى «خطة العمل الشاملة المشتركة» خشية أن يؤدي ذلك إلى تشدد موقف طهران التفاوضي. وفي النهاية، كانت إيران حذرة بشأن تطوير برنامجها النووي لأكثر من ثلاثة عقود حتى الآن، على الأقل جزئياً، لأنها تدرك أن لدى الجيش الأمريكي القدرات اللازمة لوقف محاولتها للاختراق النووي. يجب على إدارة بايدن التأكد من جهوزية هذه القدرات وأنه تم تحديث الخطط العسكرية ذات الصلة.
 
على الإدارة الأمريكية الجديدة صياغة خيارات واضحة وأخرى في المنطقة الرمادية [غير واضحة المعالم] للرد على أنشطة إيران الإقليمية بطريقة لا تعيق الدبلوماسية أو تولّد رد فعل داخلي عنيف في الولايات المتحدة. كما يتعين عليها التشاور عن كثب مع إسرائيل والشركاء العرب الرئيسيين فيما يتعلق بالمفاوضات مع إيران حتى لا يشعر هؤلاء الشركاء بالحاجة إلى التأثير على الدبلوماسية من "خارج الغرفة".
 
سوريا وحزب الله
 
هناك عنوانان يعرض تحتهما المؤلفان التحديات/ الاختبارات المحتملة مع كل من النظام السوري وحزب الله، وفيهما لا يختلف التوقع العام عن سابقه، على صلة بواحدية ما يمسى محور المقاومة - المحور الإيراني، مع توصيات خاصة بكل من المسارين، ويقتضي الغرض من هذا الاقتباس الإيجاز، لهذا سننتقل مباشرة إلى الفقرة الأخيرة.
 
الخاتمة
 
قد تتعرض إدارة بايدن للتحدي في يومها الأول، لذا ستحتاج إلى البدء بالعمل بكل طاقتها.
 
إن الانطباعات الأولى مهمة،  وعليه، سيحدد رد الرئيس الأمريكي الجديد للاختبارات المبكرة المسارَ المستقبلي لعلاقات الولايات المتحدة مع الحلفاء والخصوم على حد سواء.
 
ومن شأن الدفاع الصارم عن المصالح الأمريكية أن يعزز مصداقية الولايات المتحدة، ويكسب الإدارة الجديدة مكانة جيدة مع الشركاء، وربما يكسب الوقت من خلال إرجاء التحديات الإضافية.
 
ومع ذلك، من المرجح أن يؤدي الفشل في إظهار العزيمة إلى تشجيع خصوم الولايات المتحدة، وحصول تداعيات تتخطى بكثير منطقة الشرق الأوسط.
 
* المؤلفان
 
مايكل آيزنشتات
مايكل آيزنشتات هو زميل أقدم ومدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن.
 
كريستين ماكفان
اللفتنانت كولونيل كريستين ماكفان، "القوات الجوية الأمريكية"، هي زميلة عسكرية في معهد واشنطن في الفترة 2020-2021.
 
 

ذات صلة