نازحو اليمن .. حكاية إنسانية تروى قصصً من معاناة.. !!؟

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/03/18

احمد عبدالإله: يعيش النازحون حالةً مأساوية بين الجوع ومطرقة الحرب وفي ظل إنعدام مقومات الحياة الأساسية تنتظر العائلات المنكوبة أن تمتد لهم يد المساعدة بعد أن تقطعت بهم جل السبل للبقاء على قيد الحياة.
 
عاصم، نازح يمني مقيم في صنعاء منذ سنتين يقول إن أهم المشاكل التي يعاني منها هي عدم حُصوله على عمل يعيل بها أسرته الفقيرة المكونة من 5 أبناء التي تكسب قوت يومها من فاعلي خير، مما يضطره إلى العمل كنادل في أحد المطاعم. ولجأ بعض النازحين من أبناء تهامة إلى القيام بأعمال وفتح مطاعم متخصصة للوجبات التهامية الشهيرة ـ "المخلوطة" لتوفير لقمة العيش فمنهم من يعمل في بيع بعض المأكولات التهامية على الأرصفة، التي صارت مصدر دخل لعشرات من الأسر النازحة في صنعاء. علي عمر، هو نازح تهامي، يشتغل في مطعمًا في حي السنينة غربي صنعاء يُقدم أكلات تهامية عديدة تلقى استحسان الصنعانيين، وكذلك بعض النازحين من حجة وصعدة وتعز، وغيرهم. وتخفي رائحة الأطعمة الشهية التي تفوح من هذه المطاعم وتنتشر على جنبات الشوارع الصنعانية، ألمًا كبيراً وجرحا لدى هؤلاء النازحين الهاربين من جحيم الحرب الدائرة في الحديدة. عمر، تحدث لنا أيضًا عن رحلة نزوحه ووصوله إلى صنعاء بحثًا عن الأمن الضائع في محافظته. وقال إن الطريق لم تكن سهلة وواجه صعوبات عديدة ماديًا ونفسيًا ويضيف بالقول: ليس سهلاً أن تتحول من مواطن بسيط في بلاده ويعيش بكل كرامة، إلى نازح ينظر إليه البعض بعين الشفقة. وهي صورة أحاول في كل يوم تخطيها لأستطيع أن أنجح وأعيل عائلتي وهو الهدف الوحيد لدي الآن. وقال إن منظمة الإغاثة الإنسانية لا تقدم له أي معونات، وأجرته في المطعم ضئيل بالنسبة إلى تكاليف الحياة المرتفعة في صنعاء. أما فاطمة سيف، فهي نازحة تهامية تقف كل يوم جمعة أمام جامع حي البليلي في العاصمة صنعاء طالبة مساعدة اليمنيين، وبعد تردد تحدثت بحزن وأسى عميق عما يختلج في قلبها من ذكريات بلدها لكنها قالت إن ما تأخذه من المواطنين في صنعاء من إعانة يكفي فقط لقوت بناتها الصغار ولم تتمكن من دفع إيجار منزلها المكون من غرفة واحدة الذي تقيم فيه مع عائلة أخرى قادمة من مديرية حيس، في حين أن مصاريف حياتهم الأخرى المتعلقة بالمأكل والمشرب تعتمد على التسول في الشوارع ـ حسب قولها. ولعل وجه فاطمة المفعم بالحزن يبوح بأسرار رحلة الهجرة ومعاناتها بعد فقدان البيت والزوج خلال الحرب اليمنية. مع مرور عامين على بدء المرحلة القتالية العنيفة في الساحل الغربي الراهنة لا يبدي نازحو تهامة، الذين لجؤوا إلى مخيمات التعاسة في منطقة ذهبان شمالي غربي العاصمة صنعاء، رغبة بالعودة إلى بلدهم؛ بسب مخاوف من الألغام والمجاعة التي تجتاح مناطقهم. وتدور الحرب في اليمن منذ آذار/ مارس 2015 بين الحوثيين الذين سيطروا على مدن شمال ووسط وغرب اليمن من بينها العاصمة صنعاء ذات الكثافة السكانية العالية،والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به دوليًا عبد ربه منصور هادي. وتسبب النزاع على السلطة بمقتل عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين ، بينهم عدد كبير من الأطفال، حسب منظمات إنسانية. وإضافة إلى الضحايا، لا يزال هناك 3,3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24,1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى المساعدات الإنسانيةـ بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة بأنها أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
 

ذات صلة