ظلال الفجر واختطاف ناشط: قصة خالد العراسي

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:16 2024/04/28

في هدوء الفجر الذي يسبق ضجيج صنعاء، كانت الأحداث تتسارع بشكل مرعب في منزل الناشط خالد العراسي؛ بينما كانت الساعة تقترب من الخامسة والنصف، والنجوم لا تزال تتلألأ في السماء، كان هناك من يتربص في الظلال.
 
مليشيا الحوثي، التي طالما ادعت حماية الشعب، كانت تستعد للانقضاض على أحد أتباعها؛ خالد، الذي كان يومًا مؤيدًا لهم، وجد نفسه الآن في مواجهة غضبهم، كانت منشوراته الجريئة عن المبيدات المحظورة والقاتلة قد أثارت عاصفة لم تهدأ.
 
بدأت القصة عندما دقت المليشيا الباب بإلحاح، وصوت ابن خالد يخترق الهدوء، "أبي، هناك عسكر تحت البيت ويدقون الباب!" لم يكن خالد ليعلم أن تلك اللحظات ستكون الفاصلة بين حريته والاختفاء؛ "لا تخف، افتح الباب، سيتركون ورقة ويذهبون"، كانت تلك آخر كلماته المطمئنة لابنه.
 
لكن الواقع كان أقسى، فقد اقتحمت الشرطة النسائية وكلاب المليشيا بزيهم المدني والعسكري المنزل؛ وفي لحظات، كان خالد مكبل اليدين، محرومًا من هاتفه، ومقتادًا إلى مكان مجهول. 
 
تُرك ابنه دون أذى، لكن مع ذكرى لن تُمحى؛ في البيت الذي كان يملؤه الدفء والحب، بقيت غرفة خالد كما هي، كتبه موزعة على المكتب، وصوره معلقة على الجدران، وكأنه سيعود في أي لحظة ليكمل يومه كالمعتاد؛ لكن الصمت والخوف الذي خيم على المنزل كان يحكي قصة مختلفة، قصة انتظار وأمل ودعاء بأن يعود خالد سالمًا.
 
الأسئلة تتردد في الأذهان، لماذا خالد؟ هل لأنه تجرأ على الكشف عن الحقيقة؟ هل لأنه رفع صوته ضد الإبادة الجماعية التي تُرتكب بصمت؟ “توقفوا عن قتلنا”، كانت كلماته تصدح في الفضاء الافتراضي، لكنها الآن قد تكون السبب في صمته القسري، واستمرار المليشيا بممارسة جرائم وانتهاكات بحق الشعب، دون رادع، في ظل سياسة القمع والتكبيل.
 
وبينما يتابع العالم الوضع عن كثب، يبقى السؤال معلقًا في الهواء: هل سيعود خالد إلى منزله، أم أن صوته قد غُيب إلى الأبد في ظلال الفجر؟

ذات صلة