ماذا تفعل المليشيا في جبال السياني جنوب إب؟

  • إب، الساحل الغربي:
  • 09:56 2025/11/15

تشهد مديرية السياني جنوب محافظة إب منذ أيام حالةً من القلق والاضطراب بين الأهالي، عقب سماع انفجارات متتالية قادمة من الجبال المحيطة، بالتزامن مع انتشار لافت لمسلحي مليشيا الحوثي وعرباتها العسكرية.. ورغم تداول شائعات حول عمليات بحث عن آثار ومقتنيات، إلا أن المؤشرات الميدانية وتصاعد المخاوف الشعبية ترجح أن تكون المنطقة مسرحاً لعمليات بناء تحصينات عسكرية جديدة، في إطار سياسة التحصين الواسعة التي تنتهجها المليشيا في عدد من المحافظات.
 
تفاصيل الأحداث
 
بدأ الأهالي في المناطق القريبة من جبال الحيزم والحميراء وذي يَشرُق برصد أصوات انفجارات عنيفة ومتواصلة منذ عدة أيام، دون أي توضيحات رسمية أو تفسير من السلطات الخاضعة للحوثيين.. هذه الأصوات التي ترددت في أرجاء المديرية أثارت موجة من المخاوف، خصوصاً مع تزامنها مع تحركات غير معتادة لعربات وأطقم عسكرية حوثية تتجه نحو الجبال.
 
وأفادت مصادر محلية متطابقة أن مليشيا الحوثي نشرت قواتها بشكل واسع في محيط الجبال الثلاث، مترافقة مع إدخال معدات يُعتقد أنها مرتبطة بأعمال حفر أو إنشاءات تحت الأرض.. وبحسب الأهالي، فإن طبيعة التحركات تُثير الشكوك حول وجود أعمال بناء لأنفاق وخنادق ومخابئ أسلحة جديدة.
 
ووفق شهادات أهالي المنطقة، فإن الجبال التي تشهد الانفجارات تشرف مباشرة على الخط الرئيسي الذي يربط محافظة إب بمحافظات شمال وجنوب البلاد، وهو ما يجعل التحركات الحوثية ذات أهمية عسكرية، خصوصاً في إطار سعي المليشيا لتعزيز قبضتها على الممرات الحيوية وخطوط الإمداد.
 
وبحسب تقارير عسكرية وإعلامية، فإن المليشيا الحوثية انتهجت خلال السنوات الماضية سياسة بناء تحصينات واسعة، شملت حفر أنفاق ومخازن أسلحة ومواقع محصنة في محافظات صنعاء، وعمران، وصعدة والحديدة، وتعمل على توسيع هذه الشبكة إلى مناطق أخرى تحت سيطرتها؛ ويبدو أن مديرية السياني أصبحت محطة جديدة في هذا التوسع.
 
السكان الذين يعيشون قرب الجبال عبّروا عن مخاوف حقيقية من استمرار هذه الأنشطة، سواء لخطورتها المباشرة أو لاحتمال تحويل مناطق سكنية آمنة إلى مواقع عسكرية معرضة للاستهداف.. ومع غياب أي جهة رقابية تتابع أو تقيّم ما يجري، تتزايد حالة الترقب والقلق بين الأهالي، الذين يخشون أن تكون هذه التحصينات بداية لتصعيد عسكري محتمل أو لتشديد السيطرة على المناطق الحيوية.
 
تشير المعطيات الميدانية إلى أن الانفجارات ليست أعمال تنقيب كما تروج بعض الإشاعات، لكنها تبدو ضمن عمليات هندسية واسعة لبناء تحصينات استراتيجية.. اختيار جبال مطلة على خط رئيسي حيوي يعكس توجهاً واضحاً لتعزيز السيطرة العسكرية على ممرات الحركة والتنقل، ما ينسجم مع الأسلوب الذي اعتمدته المليشيا خلال السنوات الأخيرة.
 
هذه التحركات تحمل دلالات عدة: تعزيز المواقع الدفاعية استعداداً لأي مواجهات محتملة؛ والتحكم في الطرق الحيوية بين المحافظات الشمالية والجنوبية؛ واستخدام المناطق السكنية كدروع بشرية عبر تشييد منشآت عسكرية قريبة من تجمعات السكان؛ وتكريس النفوذ في محافظة إب، التي تعد من أكثر المحافظات ازدحاماً بالسكان وأهمية في خطوط الإمداد.
 
وبينما تواصل المليشيا توسيع بنيتها التحصينية، يبقى الأهالي في مواجهة خطر غير معلن، يتفاقم مع استمرار الانفجارات والتحركات العسكرية دون أي شفافية أو توضيح.

ذات صلة